الرحلة البحرية الأورومتوسطية
الغرض الرئيسي من هذا النشاط هو تحدّي القوالب النمطية والأحكام المسبقة لدى المشاركين تجاه أشخاص آخرين، ولا سيما الأقليات، فضلاً عن تحليل الصور والروابط التي أثيرت في النص.
التعريف بالنشاط ومحاولة حمل المشاركين على الشعور أنهم ذاهبون حقاً في رحلة بحرية. (يمكنك تضمين أغراض تذكّر بالشاطئ أو ترتيب المكان بحيث يبدو وكأنه قاعة المغادرة على السفينة). قم بتوزيع أوراق تتضمن مواصفات الركاب على كل المشاركين، وأعطهم بعض الوقت لقراءة المواصفات. أبلغ المشاركين أن المهمة هي أن يختار كل مشارك على حدة الركاب الثلاثة الذين هم الأكثر ترجيحاً لأن يسافر برفقتهم والركاب الثلاثة الذين هو أقل رغبة بأن يسافر معهم.
بعد أن يتخذ الجميع خياراتهم الفردية، اطلب منهم أن يتشكلوا في مجموعات من أربعة إلى خمسة أشخاص وأن يتشاركوا خياراتهم الفردية وأسباب اختيارها. واطلب منهم كذلك مقارنة خياراتهم وأسبابهم والتحقق من وجود أي أوجه تشابه، وأن يضعوا قائمة مشتركة بتوافق الآراء (3 ركاب الأكثر طلباً و3 الأقل طلباً). وإن كان ذلك ممكناً، لا تحدد الإطار الزمني للسماح لهم بالمناقشة بحرية.
بعد أن تتخذ المجموعات الفرعية خياراتها، تجمعها مرة أخرى في جلسة عامة وتطلب من كل مجموعة تقديم استنتاجاتها بما فيها أسباب خياراتها المشتركة. كما عليها أن تذكر أيضاً "الحالات" التي شهدت أكثر الخلافات داخل المجموعة.
بعد أن تقدّم جميع المجموعات خياراتها وتشرحها، يبدأ الميسّر في جلسة الإحاطة. قد تساعد الأسئلة التالية على توجيهه:
كيف شعرت أثناء التمرين؟
ما هي الأسباب أو العوامل الرئيسية التي جعلتك تتخذ قرارك كفرد؟
ما كان الجزء الأصعب؟
ما هي العوامل التي جعلتكم تصلون إلى توافق في الآراء أو منعتكم من ذلك؟
هل تعتقد أن هذه الحالات موجودة في الحياة الفعلية؟
هل واجه أحد في المجموعة حالة مماثلة؟
ما هي الصور النمطية التي تستحضرها قائمة الركاب؟
إلى أي مدى أثّرت أفكارنا النمطية وأحكامنا المسبقة بقراراتنا؟
من أين نحصل على هذه الصور النمطية؟
هل نتلقاها عادة أم أنها من نسج خيالنا؟
ما كان ليكون شعورك لو وجدت نفسك في وضع لا يرغب فيه أحد في مشاركة مقصورة السفينة معك؟
من المهم تكييف قائمة الركاب وفقاً للسياق والاحتياجات الخاصة بك. حاول أن تجعلها حقيقية قدر الإمكان. إذا لزم الأمر، يمكنك تقليص القائمة إلى 12 راكباً كحد أقصى وتكييفها مع الوضع المحلي أو الوطني للمجموعة التي تعمل معها.
تأكد من أن بعض أوصاف الركاب تتوافق مع الأقليات المألوفة بالنسبة إلى المجموعة، بما في ذلك الأقليات "غير المرئية" مثل المثليين جنسياً، والأشخاص ذوي الإعاقة، وشخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية وما إلى ذلك. فكر في ذلك عند إجراء التغييرات.
لا تشدد كثيراً على التوصل إلى توافق في الآراء لأن ذلك قد يؤدي إلى توافق زائف. يجب تشجيع المجموعات على الاستماع إلى بعضها البعض وتبادل وجهات النظر. إذا لم تتمكن مجموعة من التوصل إلى توافق في الآراء، اسأل لما كان ذلك صعباً. من المهم أن يحترم الجميع آراء بعضهم البعض وعدم مهاجمة الآخرين بسبب آرائهم الشخصية.
إذا بدت بعض الخيارات مشكوك فيها، من الأهم مناقشة الأسباب التي أدّت إلى اختيار معيّن بدلاً من التشكيك في القرارات الشخصية. في الواقع، ستواجه أنت، الميسّر، وكل المشاركين مواقف صعبة. لهذا السبب احذر من ترك النقاش يتطور إلى "من حصل على أقل قدر من الأحكام المسبقة؟" ولكن بدلاً من ذلك يجب العمل على حقيقة أن لكل منا أحكاماً مسبقة.
من المهم أيضاً مناقشة واستكشاف حقيقة أن مواصفات الركاب موجزة للغاية، فنحن لا نعرف سوى القليل عن شخصية أو خلفية الشخصيات. ولكن أليست هذه هي الطريقة التي نتفاعل بها عادة مع المعلومات في الصحف والتلفزيون، وفي المحادثات أو عند مقابلة الناس لأول مرة؟ بوسع المتعلمين إيجاد أمثلة حول كيفية تصوير مجموعات بشرية محددة في بيئتهم (المدرسة، العائلة، الأصدقاء، وسائل الإعلام...) وتحليل مدى تأثير هذه الصور في تكوين أحكام مسبقة وفي إمكانية التسبّب بالتمييز.