هذه هي قصة...
هذا التمرين مثال على مدى تأثير الصور الجزئية التي لدينا عن الآخرين، ويهدف إلى فهم مدى تأثير نظرتنا إلى الآخرين في سلوكنا وعلاقاتنا بهم.
ينقسم المشاركون إلى أربع مجموعات عمل فرعية متساوية. كل مجموعة تختار مراسلاً من بين المجموعة. تتلقى كل مجموعة مغلفاً يتضمّن بداية قصة عن شخصية معيّنة ("هذه هي قصة...”). يجب تكييف خيار الشخصيات الأربع مع الظروف المحلية: على سبيل المثال في تونس يمكن أن يكون: محمد، شاب عاطل عن العمل من منطقة فقيرة؛ ليلى، مدبرة منزل؛ يعقوب، يهودي تونسي؛ إينس، امرأة تعاني من فيروس الإيدز. وفي فرنسا يمكن أن يكون: مومو، مهاجر؛ شانا، غجرية؛ جوليان، رجل في الـ80 من العمر لا عائلة له؛ ألين، أم عزباء..
من خلال العمل في المجموعات، يبدأ المشارك الذي يتلقى المغلف في سرد قصة الشخصية ("هذه هي قصة..."). ثم يعيّن مشاركاً آخر لمواصلة القصة. على كل عضو في المجموعة التفكير بأسرع ما يمكن لإخبار القصة. (يمكنك تعيين دقيقة واحدة لكل مشارك). يجب ألا يشارك الشخص المعيّن مراسلاً في القصة بل عليه متابعة القصة التي يرويها المشاركون الآخرون في المجموعة (ويدوّن النقاط الرئيسية للقصة التي سيرويها في تقريره لاحقاً).
لدى كل مراسل خمس دقائق ليروي قصته لبقية المجموعات. بعد كل قصة يتم الرد على بعض الأسئلة التوضيحية.
هل تعتقد أن القصص تضمّنت صوراً نمطية؟ أي منها؟ كيف شعرت عندما حددت تلك الصور النمطية؟ من أين تنبع هذه الصور النمطية؟ هل هي تصف كل شخص في تلك المجموعة؟ بأي طريقة تشعر أن هذه الصور النمطية قد تؤدي إلى الأحكام المسبقة؟ كيف تشعر أن الأحكام المسبقة قد تؤدي إلى التمييز؟ هل تعتقد أنك قد تكون عرضة للتمييز بسبب نظرة الآخرين؟
قد يكون التمرين حساساً، خاصة عند العمل مع مجموعات تواجه التمييز المباشر في حياتها اليومية، لذلك من المهم معرفة المجموعة. يمكن أن يكون هذا التمرين استمراراً مباشراً أو متابعة للتمرين المعنون: من أنا "بكل أوجهي"؟ الوارد في الدليل الحالي.
بوسع المتعلمين التعمّق في المجموعات الرئيسية التي تعاني من الأفكار النمطية والأحكام المسبقة في مجتمعاتهم. ومن ثم يمكنهم التفكير في تأثير هذه الأحكام المسبقة في حياة شباب مثلهم ممن ينتمون إلى تلك المجموعات، وفي الأدوات المتاحة لهم لتفكيك هذه التحيزات.